الثلاثاء، 29 يناير 2013

أدوية الوسواس القهري


تعتبر الأدوية الأكثر فعالية في علاج حالات مرض الوسواس القهري هي مثبطات إعادة سحب السيروتونين الاختيارية مثل أدوية بروزاك وكذلك أقراص انافرانيل. وهذه هي الأدوية الوحيدة التي أثبتت فعالية في علاج مرض الوسواس القهري حتى الآن. وعادة ما يتم إضافة أدوية أخرى لتحسين التأثير الطبى وعلاج الأعراض المصاحبة مثل القلق النفسى.
و يمكن توقع انخفاض قوة الأعراض بحوالي من 40% إلى 95%مع العلاج. وقد تستغرق الأدوية من 6 إلى 12 أسبوعا لإظهار التأثير العلاجى الفعال. ويعتبر التأثير الأساسي لهذه الأدوية هو زيادة توافر مادة السيروتونين في خلايا المخ، ويؤدي هذا إلى تحسن حالة مرضي الوسواس القهري.
و الأنواع الأساسية للعلاج السلوكي المستخدم في علاج مرض الوسواس القهري هي التعرض ومنع الاستجابة هي الوسائل الأكثر فعالية في العلاج السلوكي لمرض الوسواس القهري.
هناك مادة تم اكتشاف تأثيرها العلاجى القوى مأخرا، وهي مادة الإنوسيتول (Inositol)، وهي تعد من مجموعة فيتامينات ب. وقد أكدت دراسات عدّة منها دراسة حديثة نشرت في المجلة الأمريكية لعلم النفس أن مادة الإنوسيتول أثبتت فاعلية في علاج مرض الوسواس القهرى مثيلة على أقل تقدير لفاعلية أدوية مثبطات اعادة سحب السيروتونين الاختيارية مثل بروزاك ولوفوكس، ولكن بدون أى أعراض جانبية كتلك المصاحبة لهذه الأدوية. وتبرز الدراسة أن التأثير العلاجى لهذه المادة يكمن في قدرتها على اعادة الحساسية والعمل إلى مستقبلات السيروتونين في المخ. ولكن تشير دراسات أيضا أن الإنوسيتول فعال في علاج غالبية مرضى الوسواس القهرى وليس كلهم، نظرا للاختلافات في التكوين الكيمائى للمخ.

علاج الوسواس القهري


لماذا لا يتوقف المريض بالوسواس القهري من التفكير أو القيام بالعادات القهرية؟

المصاب بالوسواس القهري يتمنى لو أنه يتخلص من الأفكار الشنيعة أو الأفعال المتكررة، ولكنه لا يقدر لشدة قلقه بسبب تلك الأفكار، والسبب يرجع في ذلك أن الوسواس القهري هو مرض حقيقي نفسي ويرتبط ارتباط مباشر باختلال كيميائي في المخ، وتقول الدراسات أن المرض قد ينشأ في الشخص وراثيا.

معرفة مرض الوسواس القهري

إحدى مشاكل هذا المرض هو عدم المعرفة الصحيحة بماهيته، فالتشخيص الصحيح للمرض هو أول العلاج، فالكثير من المرضى بالوسواس القهري لا يعرفون أنهم مصابين بمرض اختلال في الكيمياء في المخ فيتصور بعضهم أنهم إما أن الجن أو الشياطين يقومون بالتشويش على أفكارهم أو أنهم ضعيفوا الشخصية أو أن الله غاضب عليهم، والمشكلة أن هذا التصور للمرض لا يؤدي إلى العلاج بل ربما إلى زيادة حدة المشكلة. أضف إلى ذلك أنه وفي بعض الأحيان (وخصوصا في عالمنا العربي) لا يقوم الكثير من الأطباء بتشخيص المرض بالطريقة الصحيحة إما لقلة اطلاعهم على المستجدات أو لعدم اكتراثهم (قد قرأت في إحدى الصفحات المختصة بمرض الوسواس القهري أن المريض في الولايات المتحدة قد يقضي 9 سنين في محاولة علاج مرضه بطرق غير صحيحة قبل أن يصل إلى التشخيص الصحيح ثم العلاج، فكيف بنا نحن).

والمشكلة الأخرى هي أن المريض قد يحرج من أن يخبر أحدا بمرضه خوفا من أن يعتقد الناس أنه مجنون أو غريب أو ما شابه، وقد يكون السبب في ذلك أنه يعتقد أنه من العيب أن يفكر بهذه الطريقة فكيف إذن يخبر الغير بذلك؟ أضف إلى ذلك أن البعض قد يتصور أن هذا المرض ليس مرضا، بل قد يعتقد أن ما يقوم به إنما هو صحيح، خصوصا في بعض الوساوس التي تختص بالعادات القهرية، فمثلا الذي يقوم بتكرار الوضوء لاعتقاده بأنه أخطأ أو لأنه يريد أن يتقنه فيكرر ويكرر ويكرر ليس اعتقادا منه بأنه مريض، بل لاعتقاده أن ما يقوم به صحيح، لذلك فهو لا يقوم بالعلاج لأنه يعتقد أنه لا يحتاج إليه.

تعريف أهل المريض

إحدى المشاكل التي تصادف أهل المريض هو كيفية مقابلة المرض، فهناك من يحاول مقابلة المرض بالعقلانية، وآخر بالغضب، وآخر باليأس وهكذا، ولكن المشكلة أن محاولة العلاج بهذه الطرق قد يفاقم المشكلة، ليس هناك أسوء من محاولة التصدي للفكرة في رأس المريض والجدال معها، فالمجادلة لا تجدي، فليس هناك مجادلا محنكا قدر ما هو موجود في رأس المريض، فما أن يحاول أهل المريض بطريقة لفهم الوسواس إلا واستجاب الوسواس بطريقة خبيثة وازداد قوة.

لذلك من الضروري أن يفهم الأهل الطريقة الصحيحة للتعامل مع المريض بالوسواس القهري، حتى لا ييأس أهل المريض فينتهي المطاف إلى الطلاق أو الهجر أو الخلاف أو ما أشبه، وخصوصا أن بعض المرضى قد يصل الحال بهم إلى أن يفقدوا أعمالهم، وقد يفقدوا الأصدقاء وبذلك تنقطع حياتهم الاجتماعية.

قيام المريض بالعلاج السلوكي

ربما يكون من الصعب جدا على المريض علاج نفسه، وخصوصا أن العلاج السلوكي يحتاج إلى مواجهة المرض، وقد لا يعرف مدى شدة الألم الذي يصيب المريض بمرض الوسواس القهري سوى الشخص المصاب به، ولكن هذا الألم لا يمكن الهروب منه، لذلك أقول للمريض بالوسواس القهري أن المرض لن يختفي إن ترك للوقت، فالعلاج وإن كان مؤلما في البداية ولكنه بعد مدة من الزمن سيذهب، وهذه الأفكار التي تزعج وتقلق المريض ستزول وتضعف تدريجيا، حتى تصبح بلا قيمة.

تعاطي الدواء

من المهم جدا أن يقوم المريض بأخذ الدواء إذا ما وصفه الطبيب المختص له، خصوصا أن الأدوية في الوقت الحالي وصلت إلى مرحلة متقدمة، على سبيل المثال الحبوب التي تسمى بـ: بروزاك (Prozac) هذا النوع من الدواء ينتمي إلى مجموعة (SSRI أو Selective Serotonin Reuptake Inhibitor)، ويقوم هذا الدواء بزيادة نسبة مادة السيروتونين في المخ بحيث يستعيد المخ نشاطه الطبيعي وتزول الأفكار السلبية، ويتميز هذا الدواء بأعراض جانبية طفيفة لا تكاك تؤثر على المتعاطي، وكما تبين صفحة الدواء على الإنترنت أن الأعراض الجانبية تزول بعد فترة من التعاطي، والجدير بالذكر أن هذا الدواء لا يدمن عليه متعاطيه بل أنه يقدر أن تركه في أي وقت يشاء.

ولكن المشكلة في تعاطي هذا النوع من الدواء أنه يحتاج إلى عدد من الأسابيع حتى يبدأ بالتأثير الإيجابي على المريض، وهذه هي المشكلة، وخصوصا أن المريض على عجلة من أمره، واليأس والإحباط ينخران في تفكيره، لذلك قد يترك المريض الدواء مبكرا، والمشكلة الأخرى أن بعض الأطباء الذين يصفون الدواء للمريض لا يكاك أن يؤدوا دورهم في تبيان كيفية عمل الدواء والمدة التي يستغرق الدواء قبل أن يحصل التأثير المطلوب.

فالذين يصف لهم الطبيب الدواء عليهم أن يستمروا في أخذه حتى الشفاء أو حتى يقول الطبيب بقطعه.

هل من الممكن أن تذهب هذه الوساوس لوحدها إذا ما تركت للوقت؟

لا، إذا لم تعالج مرض الوسواس القهري فلن يذهب لوحدة، فقد أكدت الدراسات التي قام بها الدكتور جفري شوارتز Jeffrey Shwartz من جامعة يو سي إل أي (UCLA) أنه إن ترك هذا المرض للزمان فسيبقى مع الشخص متنقلا من وسواس إلى آخر. وقد يؤدي هذا إلى تأزم الحالة النفسية والاكتئاب، وربما ينعزل الشخص عن أسرته وأصدقائه. 


نقاط رئيسية حول مرض الوسواس القهري:

مرض الوسواس القهري لا يذهب بنفسه لو ترك للزمان. لابد من ممارسة التغيير حتى يتغلب صاحب المرض على مرضه.
كلما استسلم الشخص لهذه الاستحواذات والاضطرارات كلما ازدادت حدة - كالنار التي تزداد حدة كلما نرمي فيها الخشب، وكلما تركت للزمان انتقلت من فكرة إلى أخرى.
هناك الكثير ممن يعانون من نفس هذا المرض في أنحاء العالم، فلست أنت الوحيد الذي تعاني منه، والحل بسيط، وإن كان سيأخذ بعض الوقت، ربما ستة أشهر

الوسواس القهري والاكتئاب


يعاني حوالي 60 - 90% من المصابين بمرض الوسواس القهري من حالة اكتئاب واحدة على الأقل في أحد مراحل حياتهم. وبعض مدارس العلاج السلوكي تعتقد أن مرض الوسواس القهري يسبب الاكتئاب بينما يعتقد آخرون أن مرض الوسواس القهري يتزامن مع الاكتئاب.

الأعراض الوسواس القهري


مع أن الوساوس القهرية تظهر بعدة صور إلا أن الأعراض المهمة والمعروفة تظهر فى صورة المراجعة والتدقيق المتكرر والقهرى - الغسيل والتنظيف المتكرر والقهرى البحث عن التناسق التام - أفكار عدوانية وجنسية غير مرغوبة - العد القهرى للأشياء - طقوس المحافظة على النظام والترتيب والتوازن الدائم - الاحتفاظ بالأشياء عديمة القيمة أو التخزين.
- بعض الناس يعانون فقط من الأفكار الوسواسية ولكن بدون أفعال قهرية.
-   هناك تفاوت كبير فى بداية المرض .. فبعض المرضي يعانون من عرض واحد طوال حياتهم. وبعضهم يعانى من وساوس قهرية متعددة. والبعض الأخر يتحول من عرض إلى عرض، فيتوقف هذا ويزيد هذا .. يقل هذا أو يظهر عرض جديد.
-   من الممكن أن يظهر فى المراهقة وساوس وأفكار دخيلة ومتطفلة ثم يطغي عليها كثرة الاغتسال وغسيل اليد المتكرر فى البلوغ ثم تتحول إلى التدقيق والمراجعة المتكررة عند التقدم فى العمر.
وفى السطور التالية يتم سرد جميع أعراض الوساوس القهرية لعلك تجد بينها ما تعانى منه فتطلب المساعدة من الطبيب لكى تتحرر منها.
وأيضا نريد أن نبين أنه لا يكفى عرض واحد أو أكثر لتشخيص المرض فى شخص ما.
بل الأهم هو أثر تلك الأعراض على حياة الفرد الاجتماعية والأكاديمية والمهنية، ومدى المعاناة التى يعانى منها المريض. وهل تسبب له الضيق والقلق؟
أو هي مضيعة للوقت؟ هنا فقط يسهل على الطبيب التشخيص.

أعراض الوسواس القهرى الشائعة:

1- وساوس القذارة والتلوث وتتمثل في:

- الخوف الزائد والمبالغ فيه من تعرض الشخص نفسه أو الأهل أو الأحباب لمرض شديد بسبب القاذورات أو الميكروبات أو الجراثيم أو الفيروسات أو الكيماويات أو الملوثات البيئية أو الأشياء الغريبة.
- الاشمئزاز الزائد من الفضلات ( بول - براز - عرق أو مخاط - بصاق)
- الاشمئزاز من المواد اللزجة أو الدهنية أو البقايا ..

2 - وساوس الترتيب والدقة والتماثل وهي تتمثل في:

- الرغبة الشديدة فى وضع الأشياء فى نظام صارم لا يتغير.
- الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة.
- الاهتمام الزائد بالبيئة المحيطة فى البيت والعمل ونظافتها وترتيبها.
- الاهتمام الزائد بالمظهر الشخصى والهندام، بصورة مرضية.

3 - وساوس التخزين والاحتفاظ بالخردة والقديم وهي تتمثل في:

-عدم القدرة على التخلص من أشياء قديمة أو لا قيمة لها بدعوى احتمال الحاجة إليها يوماً ما، أو بسبب الارتباط العاطفى الشديد بها.
-الخوف من فقد شئ ما أو التخلص منه عن طريق الخطأ.
-فحص قمامة المنـزل بدقة للخوف من فقد أى شىء هام فيها.
-الاحتفاظ بأشياء غير مهمة وغير مفيدة مثل:
- اللمبات التالفة والزجاجات والصفائح الفارغة، والأكياس المستعملة، وعلب الكرتون، والجرائد القديمة، وكتب المدارس والكراسات المستعملة، وكذلك تخزين مسمار قديم مستعمل - جهاز قديم تالف - قطع مواسـير وخشب عديمة القيمة - رجل كرسى - قطع أسـلاك بقايا ... كل ذلك إلى درجة تجعل من البيت مخزنا كبيرا للروبابكيا ذو ممرات وكهوف للنوم.

4 - وساوس جنسية وهي تتمثل في:

    أفكار جنسية غير مرغوبة وغير مقبولة للشخص نفسه.
- الخوف من الاعتداء الجنسى على امرأة أو طفل، بدون رغبة.
- الخوف من ممارسة الشذوذ الجنسى، بدون رغبة.

5 - وساوس التكرار وهي تتمثل في:

- الرغبة فى القيام بأعمال روتينية متكررة بدون أى هدف منطقى.
- الرغبة فى إلقاء أسئلة مراراً وتكراراً حول موضوع ما مدفوعاً بشىء آخر غير الرغبة فى الاستيعاب.
- الانشغال بأفكار متكررة مثل العد.
- الإلحاح على الخاطر بعبارات معينة أو أسماء أو الحان.

6 - الوساوس الحمقاء والمخاوف والشكوك:

- مثل الخوف من الفشل فى إنجاز أى مهمة روتينية، مثل التخلص من كمبيالة بعد دفعها، أو الخوف من التوقيع على شيك بدون رصيد رغم وجود رصيد كاف.
- الخوف من دخول اختبار امتحان بسيط رغم الاجتهاد المسبق قبل الانتهاء تماماً من مذاكرة كل الكتب المقررة والخارجية والمذكرات.
- الخوف من شراء شئ ما من السوق لعدم كفاية المال الذى معه رغم
وجود مال كاف.

7 -الشك والحيرة والتردد:

- هنا يشك المرضى فى الموضوعات الدينية والأخلاقية وطلبهم الدائم للحصول على القبول والتدعيم من الآخرين فيما يتعلق بإخلاصهم وطهارتهم وبراءتهم السلوكية والأخلاقية.

8 -الوساوس الدينية:

- وهي تشمل أفكاراً ووساوس مزعجة بانتهاك الحرمات والأعراض أو الوقوع فى الكفر.
- الوساوس المتعلقة بالمسائل الأخلاقية والثواب والعقاب والخطأ والصواب.
- تصور أشياء فظيعة عن الذات الإلهية أو الأنبياء لا يمكن دفعها.
- سب قهرى لأشياء مقدسة غالية على النفس مع العجز عن وقف هذا السباب. مثل سب الله أو الرسول أو الدين.
- تكرار فحص فواتير البيع والشراء للتأكد من أنه ليس فيها خطأ ما خوفا من أن يكون ذلك مماثل للسرقة.
- إعادة مراجعة الحديث مع الآخرين مرات ومرات للتأكد من عدم تعمد الكذب فى أى جزء منه.
- تكرار الصلوات، وتكرار تسميع الأذكار حتى يتم إتقان نطق كل كلمة بدون تشتيت أو فقدان التركيز.
أمثلة لوساوس مرضى المسلمين:
-    الشك عند النية فى الوضوء والصلاة وغيرها.
-    الشك فى رفع الحدث الأكبر والأصغر.(1)
-    الشك فى نجاسة أو فساد ماء الغسل والوضوء.
-    الإكثار والإسراف من صب الماء وجريانه فى الوضوء  والغسل.
-    التشديد فى الدين والزيادة على المشروع.
-    شدة التنطع فى التلفظ والتقعر فى ذلك.
-    الوساوس فى انتقاض الطهارة من خروج ريح أو نقطة بول أو مذى أو لمس القدم للأرض أو طرطشة الماء أو لمس النساء.
-    الشك فى نجاسة البدن والملابس.
-    الشك فى طهارة الماء المكشوف.
-    الشك فى نجاسة ما أصابه قليل الدم.
-    الوسوسة فى مخارج الحروف والكلمات والتكلف فيها والتكرار.
-    الإسراع فى وقوع الطلاق كطلاق المكره وطلاق البتة وجمع الثلاث.(2)
-    الوسوسة فى المذبوح من الطيور والحيوانات الحلال. هل سمى عليه أم لا؟
-    الوسوسة فى اتجاه القبلة.
-    الوسوسة فى أن ذنوب العبد لم ولن تغتفر رغم عدم اقتراف أى كبيرة.
-    الخوف من رمي أى ورقة على الأرض ربما يكون فيها قرآنا أو اسم الله.
أمثلة لوساوس مرضى المسيحيين:
-    تكرار الاعتراف للحصول على الغفران من الخطايا والانتهاكات والذنوب والتى تمت التوبة منها من قبل.
-    القلق الشديد من مجرد النظر إلى زوجة شخص أخر الذى يكون قد أثار أفكارا جنسية لا تنتهك الوصية التى تقول: ;لا تشته زوجة رجل آخر+.
-    الخوف من وطء أى شىء يشبه الصليب.
أمثلة لوساوس مرضى اليهود:
- تحاشى بلع اللعاب حتى يتحقق الصيام والامتناع عن الأكل والشرب فى أثناء الاحتفال بيوم كيبور.

9- وساوس عدوانية:

هي الخوف من التسبب فى ارتكاب أشياء فظيعة ورهيبة مثل:-
-    الرغبة فى إيقاد نار فى بيت للأحباب أو الجيران.
-    وجود صور دخيلة أو متكررة لإحداث عنف واعتداء.
-    الخوف الشديد وغير المنطقى لجرح أو إصابة إنسان ما مثل الاصطدام بشخص ما أثناء قيادة السيارة أو دهسه.
-  الخوف من تنفيذ فكرة عدوانية باستعمال سلاح نارى أو سكين أو ساطور.

10- وساوس متعلقة بالطعام:

-    الانشغال والتفكير الشديد فى أنواع الأطعمة.
-    الاهتمام بالمقاييس مثل تماثل قطع اللحم فى الحجم والوزن والشكل (مكعب - مستطيل) عند قطعها. وأحجام البيتزا والفطير وسمكها ووزنها عند عملها.
-    الاهتمام الشديد بمدى نعومة العجين ودرجة امتزاجه وأن تكون كل قطعة عجين وزن الأخرى تماما وكروية وكل لحظة يتم زيادة الماء أو الدقيق للحصول على قوام معين.
-    المخاوف غير المنطقية بأن نوع من الأكل ضار لأنه يحتوى على الكوليسترول - النشويات - السكريات....الخ.

11- وساوس متعلقة بالجسم:

هي وساوس حول الجسم وصحته ومقاييسه ولونه مثل:
-    الاهتمام الزائد بالوزن وقياس وزن الجسم مرات عديدة يوميا.
-    الاهتمام الزائد بصحة الجسم وقياس درجة الحرارة بالفم مرات عديدة يوميا.
-     الرغبة فى الذهاب إلى معامل التحليل لإجراء فحوصات متعددة ومتكررة.

12- المخاوف الخرافية وغير المنطقية:

-    الاعتقاد أن أعدادا معينة تجلب الحظ أو النحس.
-    طقوس غسيل اليد والاستحمام وتنظيف الأسنان بأعداد معينة حتى لا يحدث مرض أو رسوب فى الاختبار.
-    الاعتقاد الراسخ بأن الأدوات المنزلية مثل الشوك والأطباق والملاعق والسكاكين والحلل ملوثة ولا يمكن أن تكون نظيفة أبداً مهما تم غسلها كثيراً.
-    الاعتقاد بأن لمس شئ معين قد يؤدى إلى مرض أو وفاة الإنسان.

13- الرغبة القهرية لجعل كل شئ صحيح تماماً:

-    الاهتمام الشديد بفعل كل شئ طبقا للتماثل والترتيب والتوازى مثل صف الزجاجات والعلب في المطبخ والأكواب والبرطمانات على حسب حروفها الأبجدية أو على حسب لونها أو حجمها أو وضعها متدرجة بنظام معين. وكذلك وضع الشوك والملاعق والسكاكين متوازية.
-    تعليق الملابس فى مكان معين من الدولاب لا يتغير وبطريقة معينة على حسب النوع أو اللون أو لبس ملابس معينة فى أيام معينة.
-    وضع اللوحات على الحائط أفقية تماما وموازية للسقف والحوائط.
-    وضع السجاجيد فى المنتصف تماما فى وسط الغرفة موازية لحوائط الغرفة شراشيبها مستقيمة غير منكوشة.
-    ترتيب المقاعد والكنبات والطاولات (الترابيزات) مرتبة ومتعامدة على بعضها ومتوزاية. وكذلك وضع المخدات والمفارش والبطاطين والألحفة بطريقة معينة غير مسموح للزوج أو الأولاد بتغييرها.
مواصلة عمل شئ ما مهما كلف الجهد والوقت ليكون منضبطا تماما.

14- الفحص والمراجعة والتدقيق القهرى:

وهؤلاء الناس يعيشون مع إحساس دائم وزائد وغير منطقى بمسئوليتهم عن الأخطار التى من الممكن أن تصيب النفس والأحباب والأولاد بسبب أعمالهم غير الدقيقة والإهمال المزعوم فهم مجبورون على المراجعة والتدقيق المتكرر للأبواب والنوافذ والأقفال والأنوار والحنفيات لمنع أى رشح أو تنقيط، ومفاتيح الأجهزة المنـزلية والكهربائية حتى لا تستهلك الأجهزة وحدوث أى ماس كهربى أو أى مشكلة أو مصيبة محتملة بسببهم.
-    تكرار العودة للمنـزل بعد الخروج للتأكد من الأشياء السابقة.
-    تكرار القيام عدة مرات ليلاً للتأكد من الأشياء السابقة.
-    التأكد المتكرر من عدم الإضرار بشخص ما مثل قيادة السيارة حول مكان معين والعودة إليه مرات للتأكد من عدم دهس إنسان برىء أو حيوان أليف.
-    التأكد مرات عديدة من عدم وجود أخطاء فى شئ ما.
-    العودة للسيارة عدة مرات للتأكد من غلق أبواب السيارة ورفع زجاج الأبواب خوفا من السرقة والتأكد من رفع فرامل اليد خشية تحرك السيارة والتسبب فى كوارث.
-     الفحص المتكرر لأى عوارض جسدية عند الأطباء ومعامل التحليل.

15- أفعال قهرية أخرى:

أ- البطء الوسواسى المرضى فى أداء الأعمال اليومية الروتينية.
ب- طقوس الرمض ( البربشة القهرية ) والتحديق.
ﺟ- إلقاء الأسئلة القهرى مراراً وتكراراً؛ للتأكد من نفس السؤال.
د- السلوك القهرى لأعمال غير منطقية مثل:
-النوم فى وقت محدد لطرد الشيطان.
-عدم السير فوق الفروق بين بلاط الأرضية.
-تجنب تخطى إنسان نائم على الأرض.
-الشعور بالرعب لمجرد حدوث أى عمل اعتباطي.
-الرغبة القهرية لإخبار شخص ما شىء ما، أو سؤال شخص ما سؤالاً ما، أو الاعتراف لشخص ما بشىء ما.
-الرغبة القهرية للمس أو طرق أو تدليك أشياء معينة مراراً وتكراراً.
-الرغبة القهرية لتقشير الجروح وعصر أى حبوب تظهر على الجلد للنفس أو للغير.
-الرغبة القهرية للعد: أصابع اليد - درجات السلم - أعمدة النور - أدوار المبانى - بلاط الأرضية - الألواح الزجاجية فى النوافذ - اللوحات بالطرق السريعة - الأشجار - أو عد الناس فى مكان ما - عد السيارات فى طريق ما.
-طقوس عقلية مثل قول أذكار معينة لجعل فكرة أخرى تذهب بعيداً.
عمل القوائم والجداول القهرى لكل شئ (جدول المذاكرة - جدول أنواع الطعام).
 

اسباب الوسواس القهري


د. صالح المهدي الحويج
وهو من الأمراض النفسية العصابية (Neurosis) ورغم قلة شيوع هذا المرض إلا انه من أكثرها معاناة، وهو من الأمراض التي تختلف فيها وجهات نظر العلماء المختصين في هذا المجال فبعضهم ينظر له بأنه حالة دفاع لا شعوري ضد الأمراض العقلية ( الذهانية Psychosis ) وهؤلاء يتوقعون أنه إذا ما شفى المريض من الوسواس فإن أعراض الذهان وخاصة الفصام تبدأ في الظهور وإذا ما عولج من الفصام تظهر مرة أخرى أعراض الوسواس القهري ويرى آخرون أنها مرحلة وسطى ما بين النفسي والعقلي ، فيما يرى آخرون أنه مرض نفسي عصابي ولا يتحول إلى مرض عقلي إلا إذا كانت الشخصية مهيئة أساساً بالاستعداد للإصابة بالذهان . 
الصفات التي تتصف بها الشخصية المهيئة للإصابة بالوسواس (الشخصية الوسواسية ) :

العناد ، عدم المرونة ، حب النظام الزائد والروتين، التدقيق في التفاصيل ، الدقة في المواعيد، الموظف الذي يكون مديره وسواسي الشخصية يصر دائماً على سحب ملف الحضور بعد الثامنة ودقيقة إذا كان العمل يبدأ الساعة الثامنة ، يتصفون بتأنيب الضمير المستمر والمتشدد ، البخل ( إذا صحبك أي من أصحاب الشخصية الوسواسة في رحلة فلا تعول على أن يمد يده إلى جيوبه ليشارك في المصاريف ولا يشعر بالخجل أو الحياء من أنك أنت فقط من يتحمل كل المصاريف ) يتصفون أيضاً بالتزمت والجدية الزائدة ولا يعطون وقتاً للترفيه وللخروج وللتنزه ، مبالغون في النظافة إلى أبعد حد ، شخصية جافة ، عابس في أغلب الأحوال مقطب الجبين حتى عند الضحك ( وهو نادراً جداً ما يستطيع الضحك حتى وإن ضحك فإنه يصطنع ذلك ) غير مريح في محياه ، لا يجيد التعبير ، شكاك إلى أبعد حد، متشائم، فاشل جنسياً ، علاقاته بالآخرين رسمية إلى أبعد حد ، صداقاته قليلة جداً أو معدودة ( لا يواصل الناس) وإن ذهب في مناسبة ما يذهب ويخرج بسرعة ، لا يهتم بزيارة الأقارب والأصدقاء في المستشفيات أو في الأفراح . ملئ بالكراهية والحسد ، يفتقر إلى الحيوية والمتعة ويغيب عنه الشعور بالأمان لا يعرف التصرف في الأحداث الطارئة والمفاجئة رغم أن ذكائهم غالباً فوق المتوسط يكثر في الأعمار من 20 – 40 سنة ويميل التكوين الجسمي لهؤلاء المرض لما يسمى بالمكون الواهن ( الميل للنحافة وللطول مع تضاريس حادة بالوجه وطول في الرقبة والأطراف ).
أسباب الوسواس القهري : 
- الأم المثالية جداً والمبالغة في نظافة الطفل ونظام حياته كأنه بالمسطرة (بالمليمتر ) وأن ابنها أحسن ابن وهو الأنظف والمنظم والمرتب . 
- أساليب التشدد في التعامل مع إخراج الفضلات لدى الطفل في السنوات الأولى للعمر .
- الأحقاد والميول العدائية المكبوتة المغذية للشعور بالذنب والخطيئة . 
- افتقاد الأمان النفسي وخاصة بسبب الطلاق العاطفي داخل الأسرة وغياب الحوار والصراحة بين أفراد الأسرة الواحدة.
- كثرة النقد للطفل ولسلوكه، والأكثر من ذلك أن بعض الأمهات سامحهن الله عندما يخطيء الطفل في سلوك ما فإنها لا تلوم الطفل على هذا السلوك في حد ذاته بل تسقط وتلصق بالطفل كل الأخطاء والعيوب والقصورات . 
-العلاقات المحدودة للأباء وعدم إتاحة الفرصة للأبناء والحرمان من التعبير والمبالغة في الحرص الشديد .
- تأنيب الضمير والصراع النفسي المصاحب لممارسة العادة السرية . 
- الأسرة المسيطرة على زمام الأمور في كل كبيرة وصغيرة في حياة الأطفال دون تقدير للطفل وحياته ومفهومه عن ذاته ودون أدنى اعتبار لطفولته البريئة ذات العالم الخاص المليء بالخصوصية . 
ويتميز الوسواس القهري بوجود وساوس معينة في ذهن المريض رغماً عنه، وهي عادة ما تكون غير سارة وملازمة للمريض وتحمل الهم والغم، ورغم قدرة المريض على التعرف عليها وعلى وعيه بأنها تافهة وخاطئة إلا أنه لا يستطيع إيقافها، وكلما حاول مقاومتها تزداد معه أكثر ومن هنا تأتي معاناته العميقة فهو يعلم ويدرك عدم صحة أفكاره ( على العكس من المريض الذهاني الذي يقتنع ويقنع الآخرين بصحة اعتقاده ) وهو ما يترتب عليه معاناة نفسية واجتماعية حادة.

 

أسباب الإصابة بالوسواس القهري


هناك عوامل بيولوجية وعوامل سلوكية وعوامل نفسية اجتماعية
أولاً: العوامل الحيوية
أ.النواقل العصبية:
1.    السيريتونين: أبدت الأبحاث على الأدوية أن خلل تنظيم السيريتونين له دور في أعراض الوسواس القهري، وأن الأدوية المنظمة للسيريتونين لها فاعلية أكثر من الأدوية التي تؤثر على إفراز الناقلات العصبية الأخرى. ولقد أجريت دراسات عديدة على نسبة نواتج السيريتونين بالسائل المخي الشوكي (CSF) في إحداها وُجِد أن أحد نواتج أيض السيريتونين قل تركيزه بعد العلاج بالأدوية السيريتونية مما جذب الإنتباه إلى تنظيم السيريتونين.
2.    النور أدرنالين: أشارت بعض التقارير إلى وجود تحسن جزئي في أعراض الوسواس القهري بعد إعطاء دواء يعمل على تقليل النورابينفرين.
ب.المناعة العصبية:
هناك اهتمام للربط بين الإصابة ببعض البكتريا وأعراض الوسواس؛ 10-30% من المصابين ببكتريا A β-hemolytic streptococci أظهروا أعراض للوسواس

ج.دراسات تصوير المخ:
لقد بينت دراسات تمت عن طريق التصوير الطبقى بالانبعاث البوزيترونى زيادة فى تدفق الدم والتمثيل الغذائى فى الفص الجبهى والعقد القاعدية وأجزاء أخرى فى المخ وعند إعطاء العلاج الدوائى والمعرفى السلوكى تنعكس هذه الاضطرابات وتتحسن حالة المريض أيضاً.

د. الوراثة:
دعمت الدراسات الوراثية فرضية أن هناك تأثيرا للعامل الوراثى فى نشأة الوساوس القهرية. وقد أوضحت الدراسات الأسرية أن 35% من الأقارب من الدرجة الأولى لمرضى الوساوس القهرية مصابون بالمرض نفسه، لكن حتى الآن لا يمكن الجزم أن سبب ذلك هو العوامل الوراثية أم أن ذلك هو أثر السلوكيات المحيطة.

كيفية تَكَوُّن الأعراض فى الوسواس القهرى:
من المعروف أن الفص الجبهى من القشرة المخية لديه القدرة على التحكم فى نشاط العقد القاعدية عن طريق ألياف عصبية تصل بينهما، ولوحظ أنه عند نقص مادة السيروتونين فى العقد القاعدية خصوصاً النواة المذيلة تنشط المراكز العصبية فى هذه الأجزاء ويفقد الفص الجبهى من القشرة المخية السيطرة عليها فيفقد الإنسان القدرة على التحكم فى أفكاره ومن ثم أفعاله؛ فتبدأ أعراض الوسواس القهرى فى الظهور. وبالطبع يحدث هذا فقط فى الأشخاص الذين لديهم استعداد بيولوجى ووراثى لنقص مادة السيروتونين عند تعرضهم لأى ضغوط حياتية.
ثانياً: العوامل السلوكية
يرى واضعي نظريات التعلم أن الوساوس عبارة عن مثيرات شرطية، وتصبح الإثارة النتعادلة (تقريباً) مصحوبة بخوف وقلق من خلال عملية استجابة شرطية مقترنة بالأحداث المسببة للقلق وبهذا تصبح الأشياء والأفكار –التي كانت في الماضي عادية- مثيرات شرطية قادرة على إثارة القلق والشعور بعدم الراحة.
أما الأفعال القهرية فتنشأ بطريقة مختلفة؛ عندما يكتشف المريض فعل معين يقلل لديه القلق والإضطراب الناتج عن الفكرة الوسواسية تتكون لديه استراتيجية التجنب النشط في هيئة أفعال قهرية وأنماط سلوكية للتحكم في هذا القلق. وبالتدريج مرة بعد مرة تتأكد لدى المريض فاعلية هذه الأفعال القهرية في تقليل القلق فتثبت لديه وتصبح أسلوب متعلم من الأفعال القهرية.
تمدنا نظرية التعلم هذه بمبادئ هامة في تفسير ظاهرة الوسواس القهري على سبيل المثال: أن الأفكار المثيرة للقلق لا يجب أن تكون مخيفة في حد ذاتها وكذلك عن كيفية تكوين الأفعال القهرية كجزء من السلوك.
ثالثاً: العوامل النفسية والإجتماعية
لم تثبت بصورة قاطعة العلاقة بين اضطراب الوسواس القهرى والشخصية الوسواسية، ومعظم مرضي الوساوس القهرية لم يعانوا فى بدء حياتهم أو قبل المرض من السمات الوسواسية وهى ليست مهمة أو كافية لحدوث المرض.
وهناك فقط من 15- 30 % من المرضي كانوا فعلاً من الشخصية الوسواسية.
العوامل السيكوديناميكية: العلم بسيكوديناميكية المريض له دور كبير في فهم مشاكل الإلتزام بالعلاج. الصعوبات مابين الشخصيات وإضطرابات الشخصية المصاحبة لأمراض مجموعة المحور الأول [axis 1] يرفض العديد من مرضى الوسواس القهري الإلتزام بالدواء  والعلاج السلوكي وبالرغم من أن أعراض الوسواس القهري ناتجة عن تغيرات بيولوجية إلا أننا لا يمكننا إغفال العوامل السيكوديناميكية المصاحبة لحدوث المرض، وأحياناً يستفيد المريض من استمرار الأعراض لديه مثلاً لجذب إهتمام من حوله.
وقد إظهرت الدراسات أن أقارب المريض الذين يشاركون في طقوس المريض يسببون تغيرات كثيرة في روتين حياتهم اليومية، ويبذل أفراد العائلة أقصى جهد لتقليل قلق المريض وكيفية تعبيره عن هذا الغضب. وعندما يلتحق المريض ببرنامج علاجي يتعلم كيف أن مرضه يؤثر على الآخرين، ويساهم هذا التفكير في التعرف على العوامل التي تساهم في بداية أو زيادة الأعراض لديه كذلك.

اعراض الوسواس القهري


تنقسم أعراض الوسواس القهري إلى قسمين، الأول سيحتوي على الوساوس والشكوك الفكرية، والثاني يحتوي على العادات والسلوكيات والتي تترتب على هذه الوساوس.


--------------------------------------------------------------------------------

الوساوس الفكرية

الوساوس الفكرية هي أفكار أو صور ذهنية أو نزعات تتكرر وتتطفل على العقل بحيث يحس الشخص أنها خارجة عن سيطرته، وتكون هذه الأفار بدرجة من الإزعاج بحيث يتمنى صاحبها مغادرتها من رأسه، وفي نفس الوقت يعرف صاحب الأفكار أن هذه الأفكار ليست إلا تفاهات أو خرافات. ويصاحب هذه الأفكار عدم الارتياح، والشعور بالخوف أو الكراهية، أو الشك أو النقصان. بعض هذه الوساوس هي:

استحواذ فكرة الوسخ والتنجيس: مخاوف بلا أساس من التقاط مرض خطير، أو الخوف المبالغ من الوسخ أو النجاسة أو الجراثيم (أو حتى الخوف من نقلها إلى الآخرين، أو البيئة أو المنزل)، أو كراهية شديدة للإخراجات الشخصية، أو الاهتمام الزائد عن الحد بالجسم، أو المخاوف الغير الطبيعية من المواد اللاصقة.
استحواذ فكرة الحاجة إلى تناسق: الحاجة العارمة لتنسيق الأشياء، والاهتمام المبالغ بالترتيب في الشكل الشخصي أو البيئة المحيطة.
التكرار الكثير: تكرار عادات روتينية بلا سبب مثل تكرار السؤال مرة تلو الأخرى، أو عادة قراءة أو كتابة كلمات أو جمل.
شكوك غير طبيعية: مخاوف لا أساس لها من أن الشخص لم يقوم بالشيء على وجهه الصحيح، مثل دفع مبلغ معين أو إغلاق أجهزة.

أفكار دينية المستحوذة: تراود أفكار محرمة أو مدنسة بشكل غير طبيعي، الخوف المبالغ فيه من الموت أو الاهتمام الغير طبيعي بالحلال والحرام.
استحواذ أفكار العنف: الخوف من أن يكون الشخص هو السبب في مأساة خطيرة مثل حريق أو قتل، تكرار تطفل أفكار عنف، أو الخوف من أن يقوم الشخص بتنفيذ فكرة عنف مثل طعن شخص أو رميه بالرصاص، الخوف الغير منطقي من التسبب في إيذاء الآخرين، مثل الخوف من أن تكون أصبت أحدهم أثناء قيادة السيارة.
استحواذ تجميع الأشياء: تجميع مهملات لا فائدة منها مثل الجرائد أو أشياء تم أخذها من القمامة، عدم القدرة على التخلص من شيء للاعتقاد أنها من الممكن أن تكون لها فائدة في المستقبل، والخوف من أن يكون الشخص قد تخلص من شيء بالخطأ.

استحواذ الأفكار الجنسية: أفكار جنسية التي لا يتقبلها الشخص.
أفكار تطيرية أو خيالية: الاعتقاد أن بعض الأرقام أو الألوان أو ما أشبه هي محظوظة أو غير محظوظة.

--------------------------------------------------------------------------------

العادات والسلوكيات

المصابين بمرض الوسواس القهري يحاولون التخلص من الأفكار المتكررة عن طريق القيام بعادات اضطرارية، وتكون هذه العادات قائمة على أسس معينة، والقيام بهذه العادات لا يعني أن القائم بها مرتاح من قيامه بها، ولكن العمل بهذه العادات هي مجرد للحصول على راحة مؤقة من تكرار الوسواس.

التنظيف والتغسيل الكثير: التكرار الروتيني المبالغ فيه للغسيل أو السباحة أو دخول الحمام أو تغسيل الأسنان، أو الشعور الذي لا يمكن التخلص منه بأن الأواني المنزلية مثلا نجسة وأنه لا يمكن غسيلها بما فيه الكفاية حتى تكون نظيفة بالفعل.
الاضطرار لعمل شيء بالطريقة الصحيحة: الحاجة لأن يكون هناك تناسق أو نظام متكامل في البيئة المحيطة للشخص، مثلا الحاجة لتصفيف قناني في خط مستقيم أو بطرية ألف بائية، أو تعليق الملابس في نفس المكان في كل يوم، أو لبس ملابس معينة في أيام معينة، أو الحاجة لعمل شيء معين إلى أن يصبح صحيحا، أو إعادة قراءة آية أو سورة أو إعادة الصلاة حتى تتم على أكمل وجه.
الاضطرار إلى تجميع الأشياء: التأكد من كل ما هو موجود في البيت من بلى للتأكد إذا ما كان شيء ذو قيمة قد رمي في الخارج، تجميع أشياء لا قيمة لها.
المراجعة أو التدقيق الاضطراري: التأكد من أن الباب مقفول أو جهاز كهربائي مطفأ بشكل متكرر، أو التأكد من أن الشخص لم يضر أحدا، مثلا قيادة السيارة حول المكان مرة تلو الأخرى للتأكد من أن الشخص لم يصطدم بأحد، أو التأكد وإعادة التأكد من عدم وجود أخطاء، مثلا عند حساب الأموال، أو التأكد المرتبط بالجسد، مثل التأكد من عدم وجود عوارض مرض خطير في الجسم.
اضطرارت أخرى: عادات تعتمد على اعتقادات تطيرية، مثل النوم في وقت معين حتى يبعد الشر، أو الحاجة للابتعاد عن وضع الرجل في الشقوق على الأرض، أو طلب الطمأنة بشكل متكرر من الآخرين، أو الإحساس بالرعب ما لم ينفذ الشخص عملية معينة، أو الحاجة الماسة لقول شيء معين لشخص ما، أو سؤال شيء ما، أو الاعتراف بشيء ما، أو لحاجة للمس شيء أو المسح عليه بشكل متكرر، أو العد الاضطراري، مثل عد اللوحات أو الشبابيك في الطريق، أو الشعائر العقلية، مثل تكرار الصلوات في النفس حتى تذهب الفكرة السيئة. عمل قوائم أو لائحة أشياء بشكل مبالغ فيه.
هذه القائمة لا تحتوي على كل الوساوس العادات القهرية أو الاضطرارية.

ما هو الوسواس القهري


إن أحاسيس القلق والشكوك والاعتقادات المرتبطة بالتشاؤم والتفاؤل كل هذه أشياء عادية في حياة كلٍ منا ولكن، عندما تصبح هذه الأشياء زائدة عن الحد كأن يستغرق إنسان في غسيل اليدين ساعات وساعات أو عمل أشياء غير ذات معنى على الإطلاق عندئذ يقوم الأطباء بتشخيص الحالة على أنها حالة مرض الوسواس القهري. ففي مرض الوسواس القهري، يبدو وكأن العقل قد التصق بفكرة معينة أو دافع ما وأن العقل لا يريد أن يترك هذه الفكرة أو هذا الدافع.
و يعتبر مرض الوسواس القهري مرضا طبيًا مرتبط بالمخ ويسبب مشكلات في معالجة المعلومات التي تصل المخ. وليست الاصابة بهذا المرض خطأ أو نتيجة لكون الشخصية ضعيفة أو غير مستقرة. فقبل استخدام الأدوية الطبية الحديثة والعلاج النفسي المعرفي، كان مرض الوسواس القهري يُصنف بأنه غير قابل للعلاج. واستمر معظم الناس المصابين بمرض الوسواس القهري في المعاناة على الرغم من خضوعهم للعلاج النفسي لسنين طويلة. ولكن العلاج الناجح لمرض الوسواس القهري، كأي مرض طبي متعلق بالمخ، يتطلب تغييرات معينة في السلوك وفي بعض الأحيان يتطلب بعض الأدوية النفسية